Wednesday, November 28, 2012

ساحة العك و ثورة الفلول

البداية :

منذ حوالي عشرة ايام عاودتنا نفس المشاهد التي عشنا فيها منذ يوم 25 يناير و طوال الفترة الانتقالية تحت حكم العسكر من ضرب الغاز و الخرطوش و الاشتباكات بين الشرطة و المتظاهرين . لم يكن الكثير يتوقع ان تكون ذكرى أحداث محمد محمود هي إعادة لنفس الأحداث و لكن بشكل أسوأ ، أعلم انه لم تفقأ عيون بقدر ما حدث في نوفمبر 2011 و لكن ما حدث هو أكثر فجاجة لأننا من المفترض اننا تحت حكم رئيس منتخب بعد الثورة ، يدعي هو جماعته او حزبه انهم جزء من الثورة و انهم حريصون على مصلحة الثورة و لكن إذا بنا نجد الشهداء يسقطون واحدا تلو الآخر في صمت تام من مؤسسة الرئاسة .

تظاهرات يوم 18 نوفمبر 2012 لم تكن احتفالا بأحداث محمد محمود كما يقول البعض و يقولوان ان هناك من يريد ان يثير الفوضى و يفسد الاحتفالات ، فهل يعقل ان يحتفل من سالت دماء اخوانهم اماهم و لم يٌقتص لهم حتى الان ؟ 
يوم 18 نوفمبر 2012  كان تأكيدا على مطلب أساس قامت من أجله ثورة 25 يناير ألا و هو تطهير وزارة الداخلية و بعدما سقط الشهداء أصبح أهم مطلب للجميع هو القصاص و هو ما نادى به الجميع في تلك الليلة و مالزلنا ننادي به . 
استمر الاشتباكات من يوم الاثنين حتى هذه اللحظة وسقط أول شهيد فجر الثلاثاء و لم يحرك للرئاسة ساكنا حتى يوم الخميس و إذا بالرئيس يهمل تماما من هم في الميدان - و أقصد ميدان المعركة -  و يخرج لنا بإعلان دستوري مشوه ، قد يكون يه قرار جيد و هو إقالة النائب العام و لكن بقية الإعلان ما هو إلا صياغة دستورية لديكتاتور مما جعل الإعلام و النخب و الاحزاب يتلفتون له و تم إلهاء الجميع في هذا الاعلان و إهمال من هم مشتبكون مع الأمن ثم إذا بالرئيس و جماعته يوم الجمعة يزيدون الطين بلة و تحتشد جماعته يوم الجمعة في ساخة قصره و يخرج ليخطب فيهم متجاهلا الاعداد الغفيرة المتواجدة بالمبدان و كأنه رئيسا لمن يؤيده فقط و يطلق على من  وفي محمد محمود أنهم صبية مأجورين و ان معارضيه " الاتنين تلاتة دول اللي هو عارفهم " .
 هنا نتوقف لحظة لرؤية المشهد و تحليله من وجهة أخرى

يتصدر المشهد الحزب الحاكم و المعارضة 
المعارضة كانت تتوقع من الحزب الحاكم ان يتصرف بشكل معين و هو شكل منصف للحق و للشعب و توقعوا عمله من أجل مصلحته ، لم يلبي الحزب الحاكم حتى اللحظة أيا من هذا ، فغضبت القوى المعارضة و حشدت لتظاهرات و حدثت اشتباكات و اهملها الحزب الحاكم و حينما زادت حدة الاشتباكات حشد الحزب الحاكم حاشيته و انصاره ليصور ان الشعب كله يؤيده ثم سخر من المعارضين و ادعى انهم مأجورين . 
هنا أعتقد سواء وضعنا مكان كلمة الحزب الحاكم الحزب الوطني لن يحدث هذا فرقا في المشهد . 

ننتقل مرة أخرى إلى الأحداث ، بعد نزول عدد كبير من الوقى السياسية إلى الميدان و اتفقها ضد الإعلان الدستوري المكمل - و هنا يجب الانتباه إلى ان الجميع غفل مطلب الاشتباكات - بدأ الحزب الحام في البداية اهمال أيضا  ثم بعد ذلك تشويه القوى المعارضة عن طريق التركيز على وجود " الفلول " معهم و ان الرئاسة هي من تريد مصلحة الثورة و من جونهم فهم يريدون مصلحتهم فقط . 

هنا أيضا نتوقف لنرصد المشهد : 

حزب حاكم بدأ الشعب في الغضب ضد ، المعارضة تنقسم إلى : قوى شبابية معارضة منها حركات او أحزاب او شباب غير منتمي لأيا منهما و فصيل سياسي معارض و لكنه قد يميل إلى الاتفاق مع الحزب الحاكم إذا توانت له الفرصة و وجد لنفسه مكسبا و 
غضبت القوى الشبابية ضد الحاكم و نجحت في حشد بعض من الشعب ، فبدأ الفصيل السياسي هذا برماقبة الوضع ، ثم عندماوجد ان من مصلحته كفصيل معارض ان يقف إلى جانب القوى الشبابية و الشعب الغاضب ، زادت حدة الموقف و بدأ الحزب الحاكم في التفاوض ، فيقبل الفصيل و بعض الاحزاب ذلك ، بالرغم من أنها تبدوا معارضة ثم يغضب الشعب أكثر فيعود الفصيل مرة أخرى إلى جانبه و يتخلى عن الحزب الحاكم ،، ثم نصل إلى نقطة يحقق فيها الشعب جزء من مكاسبة فتبدأ الاحزاب و الفصائل في الصراع و يتخلو جيمعا عن القوى الشبابية الثائرة و يسخر منهم البعض . 

إذا أسقطنا هذا المشهد على الساحة السياسة قبيل 25 يناير 2011 ، نجد أن هناك قوى  هى التي بدأت الدعوات ليوم 25 يناير و الفصائل و الاحزاب السياسية سواء كانوا الاخوان او الوفد  او الآخرين من رموز المعارضة الزائفة  ترقبوا المشهد قليلا و عندما وجدوا الكفة ترجح ناحية الشارع نزل الاخوان  و هو الفصيل الأذكي  هو معارض فعلا لنظام مبارك و قد جعل منه نظام مبارك فزاعة تحلل له تشويه من يتفق معهم ( تشويه النظام للمعارضة عن طريق فصيل واحد معهم ) و  عند أول فرصة للتفاوض شارك فيهاالاحزاب و الهذا الفصيل السياسي  و رفضها  الشباب الثائر في الميدان .
 في هذا اللحظة جلس و اتفق الاخوان مع الوفد مع نجيب ساويرس و بقية رموز المعارضة الكاذبة و لم يعتبروه عيبا وقتها ، ثم بعد معركة الجمل و ما حدث فيها و اصبح مستحيلا ان يعود اتفاق مرة أخرى مع مبارك ، اتحدت هذه القوى ضد مبارك و اتفقوا على ان الشعب و الجيش يد واحدة و بعد سقوط مبارك كانوا هم أبطال الثورة . 

و الان نفس المشهد ، الحزب الحاكم و هو الحرية و العدالة  يثير غضب الشعب فبدأت القوى الشبابية المعارضة في النزول ضده فأهمله و كذلك فعلت كل الاحزاب الاخرى ثم عندما اشتد زخم الموقف بدأت بعض الاحزاب المعارضة في النزول و بالطبع منها هذه الاحزاب التي قد يطلق عليها قول " معاهم معاهم عليهم عليهم " ، عندما وجدوا الكفة ترجح ناحية الشارع هرولوا إليه  و هم ايضا معارضون فعلا للنظام الحالي و هنا بدأ النظام يشوه المعارضة عن طريق وجود أحزاب معيبة معهم  كأحزاب الفلول  و لكن هنا سنجد اختلافا كبيرا بين الموقفين في هذه اللحظة ؛
 فعندما اتفق الاخوان مع القوى الثائرة لم يرفضهم الثوار و رحبوا بهم و اصبحوا جبهة واحدة حتى بعد تخليهم في عن الميدان في وقت  وموافقتهم على التفاوض مع عمر سليمان و مع احزاب النظام مثل حزب الوفد و رغماستمرار استعمال النظام لهم كفزاعة لم بتقبلها الثوار  ؛
أما الآن فالقوى الثائرة ترفض و بشدة وجود أحزاب معيوبة او احزاب فلول معهم و بالرغم من تواجدهم - كما تواجد الاخوان في الميدان مع الثوار- إلا ان القوى الشبابية ترفضهم ، و تتطردهم واحدا تلو الآخر مثلما حدث مع عمرو موسى و المدعو أحمد سبايدر و " قفا" سيد البدوي و مع ذلك فالنظام يصر على تشويه القوى المعارضة له بوجود الفلول معهم و بأنهم تخلو عن الثورة مع أن المشهدين متطابقين فكلاهما أحزاب تسعى لمصلحتها فتركب ثورة الشارع ، الموقفان متطابقان . فأيضا وقوف الزند و عبد المجيد محمود في جانب المعارضة و أكنهم فجأة أصابتهم حالة من الثورية المفاجأة ما هي إلا مصلحة ، فقد وجدوا ان مصالحهم تتفق مع الشارع و ضد الحاكم فهرولوا إلى هذا الصف الذي يلفظهم هو الآخر ، ركبوا على الثورة كما ركبها من قبل العسكر و الاخوان لذلك لا يحق للاخوان ان يستمروا في محاولا تشوه الثوار بالفلول ، فمتى كان الاخوان ثائرون و داعون لثورة يناير حتى يكون الفلول ثوارا ! 

صحيح أن هذا المشهد لم يكتمل بعد و لم نصل إلى النقطة التي يحصل فيها الشارع على مكاسبه و لكن بمجرد ان نصل إلى جزء تستفيد منه الاحزاب سيتخلون عن الميدان و يقفون مرة أخرى مع السلطة و يبقى قاطني الميدان وحدهم مرة أخرى يقاومون كل أشكال قمع . 


مأزق الإعلان الدستوري و الأزمة الحالية :

وضعنا الحزب الحاكم الان في مأزق بعد إصداره لهذا الإعلان المرفوض و هو إما الاعلان و إما الدستور المسلوق . قد يأتي علينا الرئيس غدا بخطاب يعلن فيه عن سحبه للإعلان الدستوري  في حالة وجود دستور للبلاد و هذه طريقة ملتوية لتمرير الدستور ، و لكن خطبة تحمل هذا الكلام قد تجعل أحزاب " معاهم معاهم عليهم عليهم " و أحزاب " إن كان لك عند الكلب حاجة " تنسحب من الميدان و يصبح الرأي العام يصور من هم في الاشتباكات انهم بلطجية يريدون الفوضى لان " خلاص طلب الثوار اتحقق و دول بلطجية " و ينسوا جميعا ان مطلبنا الاساسي هو تطهير الداخلية ، إذا قن نستطيع وصف ما يحدث انه إلهاء قوي في معارك عدة فتتفتت هذا القوى و يستطيع النظام الحاكم تبديدها و فرض سلطته مرة أخرى
و هذا الاحتمال يضعنا أيضا في موقف العك إما ان نوافق على دستور معيوب و نخوض معركة الاستفتاء الفاشلة او نقبل الإعلان الدستوري حتى تتم صياغة الدستور آخر و نتحمل موقف عدم الاستقرار.

عموما ، لن أستبق الاحداث فيما سيلقى الرئيس غدا او في ما سيحدث يوم السبت في دعوة المليونية للقوى الإسلامية في ميدان التحرير و ما تحمله هذه الدعوة من نذير سئ و لكن أؤكد من كانوا في محمد محمود و القصر العيني و هم الان في ميدان سيمون بوليفار لن يبرحوا مكانهم إذا سقط الإعلان الدستوري هم يريدون إقالة وزير الداخلية و تطهير هذا المؤسسة ، و قد يرتفع سقف مطالبهم إلى إقالة رئءيس الوزراء و من بعده الرئيس إذا استمر قمعهم .
سننتظر و نرى و لكن فلنعلم ان هناك من يموتون يمويا في الاشتباكات و الجميع مغمض الأعين عنهم ، هؤلاء لن يكبح أحدا غضبهم 

No comments:

Post a Comment