بداية عزيزي القارئ ، إذا كنت تريد ان تحظى بعيدا سعيدا بدون ان تحمل أعباء الآخرين ، عزيزي القارئ لا تكمل هذه السطور القادمة إذا كنت تريد ان تقضى عيدا سعيدا جدا لأنني ببساطة سأقلب المواجع و أذكرك بواقع مرير قد لا تريد تذكره حاليا .
لست من هؤلاء المتشائمين أبدا ، لكن ما مررنا به جميعا في العام الماضي يجعلنا عندما تأتي إلينا فرحة كفرحة العيد نتذكر من فارقونا و نجد أنفسنا نفكر كيف تعيش أم كل شهيد في العيد و هي لا تتألم فقط لفقدان ولدها بل أيضا تتألم من حرقة ضياع حقه بل و تكريم من قتله . أصبحت أعيادنا سجينة الحزن و ستظل حتى تعود الحقوق لأصحابها .
أود كثيرا ان يكون العيد سعيدا و لكنني أرى انه عيد سجين .سجين في دموع أم حُرمت من رؤية ابنها يرتدي لبس العيد و ياخذ العيدية منها . عيد سجين في عيون شاب فقد نظره في محمد محمود بسبب الداخلية ” اللي معندهاش قناصة ” او سجين فراش أصبح شاب في رببيع عمر يفترشة لإصابته بعاهة مستديمة بسبب الظباط الذين لم يطلقوا الرصاص أبدا او قد نراه سجينا بين قضبان الزنزانة .
و حتى بعض من هم الان خارج اسوار السجن فهم يعيشون في حزن الظلم ، فبعد ان رأينا مهرجان البراءة للجميع يرفع هامة القتلة و يضع على صدورهم أوسمة البراءة من التهم التي وجهت إليهم و يعودوا للمجتمع ليلعبوا دور المواطنين الشرفاء ، نجد أسوار السجون قد احتوت الثوار الشرافء حقا و عندما قرر الرئيس أخيرا الافراج عنهم نجد انه ” عفو ” أي انه اعترف و إقرار بأنهم مذنبون و ان الرئيس قد قرر الصفح عنهم ، أي انهم في نظر القانون و المجتمع مذنبون ! بل و لم يٌطبق هذا القرار أيضا على الجميع و ظن البعض ان خروج مهند سمير – على سبيل المثال- كان بسبب هذا العفو الرئاسي المزيف ، بل قد خرج مهند و جميع المتهمين في قضية مجلس الوزراء على ذمة قضاياهم . مهند سمير لمن لا يعلم ما مر به فهو أحد أبطال مجلس الوزراء و قد أصيب أثناء المعركة برصاص في قدمه و هرع إليه صديقه رامي الشرقاوي فنالت منه رصاصة غادرة قلتله و هو ينقذ صديقه ، و عندما استعاد مهند وعيه و علم بموت صديقه قرر تقديم بلاغ يتهم فيه طنطاوي و عنان بقتله و عندما طٌلب منه ان يدلي بشهادته و التعرف على الظابط الذي أطلق عليه الرصاص إذا به يتحول لمتهم و يتم توجيه التهمة له بحرق المجمع العلمي و تم احتجازه و تعذيبه و رفضوا معالجته رغم إصابة قدمه برصاصة وتم إجباره على التوقيع على اعترف لم يعرف محتواه حينها و لكنه علم بعد ذلك انه اعترفا منه بحرق المجمع العلمي و بناء عليه تم احتجاز مهند – الذي كان طالب ثانوي- لمدة 10 شهور عبر خلالها نفق الثانوية العامة و أثبت انه ليس بلطجيا ولا ” صايع ” كما يدعون ! صحيح أن مهند الآن خارج أسوار السجن لكنه مازال متهما بجرم لم يرتكبه بل هو مظلوم أيضا و مجنى عليه و وجب على ولى الأمر و من في السلطة من الذين تعهدوا بنصر كل مظلوم ان ياتوا له بحقه .
و على ذكر ظلمة السجن والقهر لا نغفل أبدا المواطن المصري الذي تناساه الرئيس المصري – الذي يلقب نفسه بالثوري – و هو الان في سجون آل سعود ، أحمد الجيزاوي المحامي الثوري الذي يعلم الجميع كيف تم تلفيق قضية حيازة مخدرات له – مما يذكرني بخالد سعيد و يثبت لي ان كل الأنظمة يتعاطون نفس الدرس في القمع و التلفيق . الجيزاوي تهمته الحقيقية هي مهاجمة الحكومة السعدوية و بالتحديد الداخلية لتعذيبها المصريين المعتقلين داخل السجون و قرر الدفاع عنهم و البحث عن حقهم م حريتهم فإذا بالسلطة الظالمة تسرع بتلفيق قضية له و هو على مداخل السعودية لأداء مناسك العمرة و سرعان ما اتطلقلت حوله الشائعات بانه محام فاسد و انه غير شريف تماما كام قيل على خالد سعيد و كما قيل على كل من شارك في أي حدث يَضر بمصلحة السلطة . أوراق التحقيق الخاصة بالجزاوي تثبت برائته ولا يوجد ما يثبت حيازته للكمية الهائلة من المخدارت التي ادعت السلطات السعودية حيازته لها و التي ثبت فيما بعد ان عبوات اللبن التي تم يدعون انه استخدمها لتهريب الاٌراص بداخلها تاريخ اصدارها بعد القبض عليه بيومين و مع ذلك فحبس الجيزاوي مازال مستمرا ، أملنا جميعا ان يتحرك الرئيس من أجل كرامة المواطن المصري ولكنه أثبت تخاذله و بالرغم من أن الجازاوي كتب من محبسه يستغيث مما يتعرض له من ضرب و إهانة إلا ان الرئيس لم يلب النداء و لم ينتفض لنصرة ملظوم – كما تدعي جماعته انه يفعل . توجه العديدون و منهم زوجة الجيزاوي بنداء للرئيس حتى تتدخل الحكومة المصرية و لا حياة لمن تنادي ، لا نعلم لماذا ، هل الرئيس على بينة من ان أحمد الجازاوي مذنبا فليأت لنا بما جعله متيقن من ذلك ، أم أنه لا يأبه له ولا يريد ان يشغل نفسه بقضايا صغيرة – اسميها هكذا حتى أرى سببا لإهمال النظام لها . و ما سبب أيضا إهماله لقضية نجلاء وفا التي تجلد الآن بدون سبب إلا ناه خلاف مع إحدى الأميرات ، أين هيبة الدولة التي تجسدت في وقت من الاوقات في إقامة مباراة من جلد مواطنة مصرية ؟
لا أعلم كيف يمضي الرئيس عيده هذا و ذنب هؤلاء المظلومين في رقبته . لا أعلم كيف يقضي الكثيرون عيدا سعيدا و أمهات شهدائنا مكلومين بأحزانهم .
أكرر انه ليس تشاؤما يا سادة و لكنه بغيا للحق و شوقا للنصر و الفرح التي لن تأتي حتى تعود الحقوق لأصحابها . بالرغم من الحزن الذي يخيم على و عليكم الآن – كما اظن – إلا انني كُلي ثقة بالله عز وجل أنه لن يخذلنا فهو الحق يا سادة . قريبا سنهنئ بعين أم كل شهيد تدمع فرحا للقصاص ممن قتل ابنها حينها فقط سأقول لكم ” عيدا سعيدا
27\10\2012
http://www.youmgdeed.com/archives/15336
No comments:
Post a Comment