Friday, November 30, 2012

في ذكرى أحداث ماسبيرو: من المسئول عن ضياع الحلم ؟



 مضى على أحد أبشع جرائم المجلس العسكري .. عام انقضى على عبور الجيش المصري العظيم فوق أجساد المصريين
عام بأكمله مرو لم نعلم من المسئول عن ضياع حلم، عن طفل تيتم و فقد أباه ، عن عروس لم تهنء بشريك حياتها الذي فارقها تحت مدرعة جيش بلاده .لم يكفتوا بزهق أرواح مواطنين أبرياء بل شوهوهم و ادعوا انهم يحدثون الفتن . قالوا ان اكثر من 3 جنود ماتوا ان اكثر من مائة جندي قدأصيب برصاص الاقباط ،ألم تكن هذه الكذبة وحدها دليل إدانة لوزير الدفاع إذا أنه إذا كانت حقيقية ، فكيف لجيش أن يُقتل منه أفراد برصاص مواطنين عاديين ، فهو إذا جيش هش و ضعيف !
تبرئوا من دهس المتظاهرين و ادعوا مرة ان المدرعة قد سرقت مرة أخرى ان الجندي الذي كان يقود المدرعة ” فقد أعصابه ” على حد تعبير أحد أعضاء المجلس العسكري آنذاك ، أليس هذا مساسا بهيبة الدولة وكان يتوجب على الرئيس المنتخب فيما بعدها ان يرد للدولة هيبتها و يحاكم المسؤل عن مثل هذه المهزله . أرادوا ان يُبرروا جريمة فأوجدوا جريمة أخرى . ولكن، مع علمنا جميعا بأن الجيش المصري فعلا قد وصل لمستوى متدن و ليس هو الجيش العظيم الذي حارب إسرائيل ، نعلم أيضا أن كل هذه الادعاءات كذب و افتراء و تهرب من المسؤلية و محاولات لتبرير القتل الذي لا يمكن أن يٌبرر أبدا .
بعد وقوع هذه الكارثة تم محاولة طمس بعض الادلة كتزوير تقارير الوفاة لبعض الشهداء و محاولة تأجيج فتيل الفتنة الطائفية أكثر و أكثر حتى أن وجود شهديدين مسليين بين الشهداء لم يسكت أفواه المدعين من أنصار المجلس العسكري بأن الحادثة تتعلق بالمسيحيين فقط . ثم حاولوا بعدها إلصاق التهم ببعض المدنين من النشطاء ممن كانوا ” شوكة في حلقهم ” كعلاء عبد الفتاح و اتهامه بتهمة سخيفة و مهينة أيضا للقوات المسلحة كمحاولة الاستيلاء على مدرعة و سرقة سلاح جندي و الاعتداء عليه بل وصل بهم التطاول إلى إلقاء التهم على ” مينا دانيال ” الشهيد برصاصهم و تحويله من ضحية إلى مذنب .
حاولوا تصوير الأمر برمته كانه فتنة طائفية و ” خناقة ” بين مسيحيين و مسلمين و ان الجيش الباسل كان ضحية لهذه ” الخناقة ” و قاموا بتصوير تقرير لا ينخدع به حتى طفل صغير عن الجنود المصابين و هم يصطفون و تظهر أيديهم ملفوفة بالشاش الأبيض و كأنها دليل أنهم قد أٌصيبوا برصاص . حاولوا – و أكرر حاولوا – تبرأة أنفسهم من الجريمة و لكن بائت محاولتهم بالفشل فالحقيقية واضحة وضوح الشمس . دليل إدانتهم مُثبت في جسد كل شهيد ، بصماتهم قد طٌبعت في محيط ماسبيرو بدماء الشهداءز و بالرغم من وضوح جريمة الشرطة العسكرية او المؤسسة العسكرية عامة في هذه الكارثة إلا ان الاعلام ظل يبرئهم منها مما يثتب أيضا دور الإعلام في هذه المذبحة سواء بإخفاء الحقائق او بانحيازه لطرف و إشعال فتيل الكره ضد الطرف الآخر . فالإعلام لم يكتفي فقط بعدم بث ما يحدث بل أيضا ظلوا يروجون لمتقل ظباط و جنود الجيش وبدا الامر و كأن الاقباط أقاموا مذبحة للجيش مما أجج مشاعر المصريين جميعا و خاصة المسلمين ضد المتظاهرين الأقباط ، و ظلت شيوخ و قساوسة السلطة يروجون لهذه الفتنة أيضا .
إذا فقد كان إعلام فاسد ، دعاة دين زائفون- مسلمين و مسيحين فالخيانة لاتعرف دينا -، و حاكم فاسد هم الأطراف الثلاثة لمذبحة ماسبيرو و ليس الطرف الثالث مجهول الهوية الذي كان سببا في كل الجرائم التي اتركبت تحت ظل حكم العسكري و رغم بزوغ الادلة و تقديم البلاغت و لكن لم يحاسب أحد ، بل كُرموا ولا نعلم علام هذا التكريم و حتى الإعلام لم نرى أي خطوة جادة لتطهيره .
أمل الكثيرون أن تتحقق العدالة بعد اجراء انتخابات رئاسية و وجود أول رئيس منتخب بعد الثورة – ولا أسميه رئيسا ثوريا – و لكن خاب الأمل سريعا.فقد وعدنا الرئيس حين كان مرشحا بمحاكمة المسؤلين عن قتل الثوار و تعهد بإعادة محكامات مبارك و العصابة الحاكمة السابقة و لكن لم نر لهذا الوعد من أثر . حينما صرح الرئيس محمد مرسي بهذا التصريح ذهب معظمنا إلى الظن بأنه سيقيل النائب العام او قد يتخذ إجراءا لتطهير النيابة او الدالخية لما لهم من دور متخاذل في تقديم الدلة و إخفاء بعضها ولكن بعد فوزع أعلنت مؤسسة الرئاسة بعدم أحقية الرئيس في إقالة النائب العام و عندما علت أصوات مطالبة بتعديل قانون السلطة القضائية حتى يكون للرئيس الحق في إقالته قيل أن هذا قد يكون سببا في إحداث المشاكل والاضطرابات و أنه ليس حلا ، و بالتالي فليس هناك حلا و يصبح الرئيس إما انه قد أبرم وعدا و هو لا يعلم آلية تنفيذه مما يعيبه بشدة و إما أنه كان يعلم انه لن يستطيع تحقيقه و لكنه أعلنه ” لزوم الانتخابات “.
و هذا يأخذنا إلى تساؤل ، هل كانت وعود المحاكمات و القصاص كذبا ؟! تساؤل يحتاج أهالي الشهداء إلى إجابة و رد فعل حقيقي عليه . هل سالت دماء اخواننا هباء ؟ هل كانت وسيلة فقط لإزاحة سلطة و صعود سلطة أخرى ؟ هل ضاع حلم مينا دانيال هباء ؟ انتظرنا ان تتم محاسبة المجلس العسكري و لانعلم لما تم تكريم القاتل طنطاوي . هل هي مكافئة لجنوده على دهس مايكل مسعد و شنودة نصحي و مسعد مهنى الذي اثبت تقرير الطب الشرعي تهتك جثته بالكامل !
إن كانوا يظنون اننا قد نغفل او نكل يوما عن حقوق من ماتوا جميعا فهم مخطئون ، فنحن لا نرفع فقط شعار ” يانجيب حقهم يا نحقق حلمهم ” بل نؤمن به و سنظل نقاوم ما حيينا من أجله. و ليعلموا ان الدولة التي يغيب فيها العدل هي دولة حتما زاءلة و أن العدل البطئ ظلم محقق .
كل ما نريده هو ماأراده مينا و مايكل مسعد و من قبلهم خالد سعيد و على ماهر و مصطفى الصاوي و من لحق بهم من شهداء محمد محمود و مجلس الوزراء و الاولتراس و العباسية ألا و هو ” العدل ” . العدل و القصاص ممن قتل ، العدل في المسكن ، العدل في العيش ، العدل في التعليم ، العدل في الحريات . نحلم بما حلموا به جميعا ، وطننا حرا وعيشا كريما وعدالة اجتماعية .
10\10\2012
http://www.youmgdeed.com/archives/13752

No comments:

Post a Comment