Monday, April 9, 2012

الدرج



حتى تقرأ هذا المقال و تفهمه جيدا ، توجه فورا إلى "درجك" اقعد و ربع رجلك و ركز ..
فاكر لما ماما قالت " الدرج ده بتاعك ، حط فيه حاجتك و نظفه و رتبه  و حافظ عليه " فرحت و احسست بأن لك وجود من مبدأ " أنا عندي درج ، إذن انا موجود" . و بدأت رحلتك مع هذا الدرج و بدأت في وضع أغراضك المختلفة كألعابك المفضلة ، حصالتك ، و اي حاجة تانية تلاقيها قدامك.و مع مرور الأيام بل والسنين بدات حضرتك في وضع أو بمعنى أصح  رمي  أي حاجة في الدرج و بدأ الدرج في الإزدحام حتى أنك بدأت تفقد بل و تفتقد الكثير من الأشياء و أصبحت لا تعرف محتواه.


عزيزي القارئ ، دعني أثير انتباهك إلى أن الله عز وجل لم يخلق شيئا إلا وهو يتغير و يتجدد إلا بعض الأشياء الجوهرية التي لا تتغير و لا تتجدد و ذلك لحكمة ما في حياتك يجب ان تراها كما رأيتها في درجك من قبل .هذه الجوهريات هى التي جعلتك تهتم بدرجك و تحافظ عليه . إنها الفطرة التي جعلتك تريد الحفاظ على درجك نظيفا هادئا مرتبا و لكنك دون ان تدري جعلتك الحياة تلقي بالكثير و الكثير من الأشياء في هذا الدرج بل و زادت عليه أيضا الأتربة التي قد تكون أخفت الكثير و الكثير .


عزيزي القارئ ، لو كنت تشعر انك يائس و محبط و ان لا قيمة و لا أهمية لك و لحياتك ، اذهب فورا إبى أقرب مراية ، انظر إلى حياتك .

ستجد صديقا وفيا لم يتخلى عنك للحظة ولا يريدك ان تتخلى عنه للحظه فهو بلا قيمة بدونك تماما كقلم غالي تملكه في الدرج، تكتب به  سطور نجاحك و تشكو به حزنك و ان أهملته  أصبح لا قيمة فقيمته في ان يكتب فاكتب بع و حافظ عليه و لا تتركه .
وستجد أيضا حولك معلما لك يقف دائما إلى جانبك و يعلمك و يرشدك بالضبط ككتاب نصائح في درجك ، لا تدع الأتربة تغطيه فهو خير دليل لك و لا تنس ان قيمته في ان ينصحك فهو بدونك لا قيمة له .
انظر و ابحث جيدا في كل لحظة من حياتك ستجد ما يستحق ان تعيد ترتيب حياتك .استبعد الأوراق واللحظات التي لم تضف الجديد إليك أو تلك التي تسببت في ضرر فتلك فقد أخفت خلفها قيمتك الحقيقية.
أنت الذي ألقيت بتلك الأوراق في حياتك وانت الوحيد الذي بيده ان يتخلص منها جميعا .كفاك يأسا و بؤسا و العم ان بداخلك ما تستطيع ان تغير به في الدنيا من حولك فقط إيمانك بنفسك و حبك لها سيعطيانك القوة على حرق هذه الأوراق . ابدأ الآن ابحث جيدا بداخلك فلابد لك من قيمة و لا بد لك من هدف تحيا من أجله 
اعلم ان بداخل كا منا قيمة هي كنز يميزنا عن غيرنا فكف عن مشاهدة من حولك و ابحث عن كنزك انت .


انت تستطيع ان تفعل ما تريد إذا آمنت به . وتأكد ان الكمال لله وحده فمن تظن انهم كاملين ولا ينقصهم شيئا و تقضي وقتك في مقارنة حياتك بهم و تسخط على نفسك بسببهم اعلم جيدا انهم بالتأكيد يفتقدون شيئا ما . فمثلا الأديب العالني " طه حسين " كان ضريرا  ، المؤلف الموسيقى "بيتهوفن" فقد سمعه ، العالم أحمد زويل كان فقيرا جدا في بداية حياته و واجه الكثير ممن حاولوا احباطه و لكن اصرار هؤلاء جميعا على ان ينجحوا وان يكونوا مؤثرين هو الذي دفعهم إلى كل خطوة اتخذوها في طريق نجاحهم وو غيرهم الكثير والكثير ، إنه فقط الإيمان بالفكرة والإيمان بالنفس ثم العمل والتوكل على الله .
عزيزي القارئ ، اهتم بنفسك قليلا انها تستحق ذلك ، و كن فخورا بها كما كنت عند ولادتك و إن كنت لا تذكر هذا الشعور فتذكر فخرك و اهتمامك بدرجك ، اخرج الكنز من درجك و اخرج ما بداخلك واعلم ان هناك دائما من يحتاج إلى هذا الكنز .العالم يحتاجك أنت .
































No comments:

Post a Comment